عندما يتفوق تويتر: حكايات من عالم ماسك

رحلة عبر أحداث تويتر: من السوبر بول إلى تأثير النخبة

تتوالى الحكايات المثيرة حول كيت كونجر وريان ماك في كتابهما الجديد "حد الشخصية: كيف دمر إيلون ماسك تويتر"، ولكن هناك واحدة من تلك الحكايات تبرز بشكل خاص، وهي تعود إلى فبراير من العام الماضي، وتستعرض لنا كيف يمكن لصغر حجم الأحداث أن يعكس حجم تأثير أغنى رجل في العالم.

السوبر بول: حدث رياضي وتحول رقمي

في ذلك اليوم، كان إيلون ماسك يحضر مباراة السوبر بول كضيف مميز على روبرت مردوخ، ولم يكن مجرد حضور عادي، بل كان يجلس في أفضل المقاعد في منزله الفاخر. ومع ذلك، ولسبب ما، لم يكن ماسك مشغولًا بالمباراة التي تتجه إليها أنظار الملايين، بل كان عالقًا في هاتفه، يتنقل بين التغريدات في حالة من الذعر الواضح.

تغريدات فيلادلفيا إيجلز: حكاية المنافسة

بينما كان ماسك يرسل تغريداته لدعم فريق فيلادلفيا إيجلز، كان الرئيس بايدن يشارك أيضًا في نفس النشاط. الغريب في الأمر أن بايدن، رغم عدد متابعيه الأقل بكثير مقارنة بماسك، استطاع أن يجذب 29 مليون مشاهدة لتغريدته، بينما لم يحصل ماسك سوى على 8.4 مليون مشاهدة، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

تعديل الخوارزمية: لعبة السلطة

تحت ضغط الرغبة في تعزيز وجود ماسك على المنصة، قام المهندسون بتعديل خوارزمية تويتر. لم يكن هذا التعديل مجرد تغيير عابر، بل كان له تأثير عميق. إذ أصبحت تغريدات ماسك تظهر في موجزات المستخدمين، حتى أولئك الذين لم يتابعوه. هذا يعكس كيف أن السلطة والنفوذ يمكن أن تؤثر على الطريقة التي نتلقى بها المعلومات.

الانتخابات والوجود الرقمي

في سياق الانتخابات التمهيدية لعام 2020، كان بايدن يعتبر الأقل تواجدًا على الإنترنت بين المرشحين، وهو ما كان نقطة قوته. بينما قامت كامالا هاريس بتعزيز وجودها الرقمي، إلا أن ذلك لم يكن في صالحها، إذ أدت حماسها الزائد إلى ردود فعل سلبية. ومع ذلك، في الوقت الحاضر، تبدو هاريس متفوقة في اللعبة، حيث لا تواجه ردود فعل سلبية كبيرة، وذلك بفضل استراتيجيتها في اللعب على وتر المعتدلين.

تغير المشهد الرقمي

اليوم، أصبح اليمين أكثر رسوخًا في فضائه الرقمي من أي وقت مضى، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى تدخلات ماسك. ومع تفرق النشطاء بين منصات متعددة، لم تنجح أي منها في تحقيق نفس قوة تويتر في توجيه الخطاب الوطني، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل النقاشات العامة في العالم الرقمي.
الطائر الرفراف الحلقة 75

في الختام، يبدو أن تأثير إيلون ماسك على تويتر قد غيّر قواعد اللعبة بشكل جذري، مما يسلط الضوء على الأبعاد المعقدة للنفوذ الرقمي في عصرنا الحالي.