-

العلاقات التركية المصرية: فرص وتحديات جديدة

العلاقات التركية المصرية: فرص وتحديات جديدة
(اخر تعديل 2024-09-09 12:42:31 )

مقدمة

تتسم العلاقات التركية المصرية بأهمية استراتيجية متزايدة في ظل التغيرات العالمية الحالية. فبينما كانت الديناميكيات التي تحكم هذه العلاقة مختلفة قبل عام 2013، فإن الوضع اليوم يفرض إطارًا جديدًا ومختلفًا تمامًا يتطلب إعادة تقييم شامل.

تطور الأوضاع في الشرق الأوسط

منذ عام 2013، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولات كبيرة في بيئتها الاستراتيجية. على الرغم من أن الأجواء الناتجة عن ما يسمى بالربيع العربي قد تغيرت بشكل ملحوظ، إلا أن هناك اختلافات واضحة بين المواقف الإقليمية لكل من تركيا ومصر منذ نهاية تلك المرحلة.

ليبيا: ساحة التنافس

رغم أن الوضع في ليبيا لم يكن يعد محورًا أساسيًا للعلاقات بين تركيا ومصر، إلا أنه أصبح اليوم أحد القضايا الأكثر أهمية. في ظل الموقف العسكري والدبلوماسي القوي لمصر في شرق ليبيا، تبرز تركيا كفاعل رئيسي في غرب ليبيا. هذا التنافس العسكري والسياسي بين البلدين يؤدي إلى صراع مع عدم وجود فائز واضح، مما يجعل كل من أنقرة والقاهرة مضطرتين إلى مراعاة وجود الآخر في حساباتهما.

الشرق الأبيض المتوسط: تغيرات استراتيجية

في سياق البحر الأبيض المتوسط، شهدت البيئة الإقليمية تحولات كبيرة. فقد أصبحت تركيا فاعلاً رئيسياً من حيث القوة العسكرية والاقتصادية، بينما تلعب مصر دورًا حيويًا في الجغرافيا السياسية للطاقة. وفي هذا الإطار، تتزايد أهمية العلاقات البحرية بين البلدين، ويبدو أن تطبيع العلاقات التركية مع الإمارات والسعودية قد ساهم في تحسين العلاقات مع القاهرة أيضًا.
وتبقى ليلة الحلقة 27

القضية الفلسطينية وتأثيرها

قبل 7 أكتوبر، كانت القضية الفلسطينية تعني شيئًا مختلفًا بالنسبة لكل من تركيا ومصر. الحرب المستمرة في غزة ليست مجرد مسألة أمن حدودي بالنسبة لمصر، ولا هي أزمة إنسانية لتركيا فحسب؛ إذ تعتبر كلتا الدولتين هذه الحرب قضية أمن إقليمي ووطني.

دور تركيا في إفريقيا

من المحتمل أن يكون المتغير الاستراتيجي الأكثر أهمية في العلاقات التركية المصرية هو دور تركيا المتزايد في إفريقيا، وخصوصًا في منطقة القرن الإفريقي. مع إعادة ضبط تركيا لدورها في هذه المنطقة، أصبحت مصر أكثر حرصًا على تعزيز التعاون مع أنقرة.

آفاق التعاون المستقبلي

مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، يبدو أن مرحلة التطبيع بين تركيا ومصر قد اكتملت. لكن يبقى التساؤل الأهم: كيف يمكن للعاصمتين التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات الإقليمية المذكورة أعلاه، من خلال نهج يعزز المصالح المشتركة بينهما؟