حركة بسيطة.. مفتاح السيطرة على السكري

مرض السكري هو حالة تتطلب اهتمامًا خاصًا من ملايين الأشخاص حول العالم، حيث يتوزع المصابون بين من يعاني من السكري من النوع الثاني أو أولئك في مرحلة مقدمات السكري. اليوم، سنستعرض حيلة جديدة يمكن أن تساعد في إدارة مستويات الأنسولين والحفاظ عليها ضمن النطاق الطبيعي. تابعوا معنا التفاصيل المثيرة أدناه.

فهم علاج مرض السكري

قبل الخوض في تفاصيل الحيلة الجديدة، من الضروري أن نفهم كيف يعمل الجسم بعد تناول الطعام. فعند تناول الوجبات، يرتفع مستوى السكر في الدم بشكل طبيعي، وفي هذه اللحظة يقوم البنكرياس بإفراز هرمون الأنسولين. هذا الهرمون يعمل كحارس، حيث يساعد الجسم على امتصاص الجلوكوز ويعيد توازن مستوى السكر في الدم. وللجلوكوز ثلاثة استخدامات رئيسية:

• يستخدم كوقود فوري للطاقة.
• يتم تخزينه في الكبد على شكل جليكوجين للاستفادة منه لاحقًا.
• يتم تحويله إلى أحماض دهنية يتم تخزينها كدهون في الأنسجة الدهنية.

لكن للأشخاص الذين تم تشخيصهم بمرض السكري من النوع الثاني أو مقدمات السكري، قد تتعطل هذه العمليات بسبب مقاومة الأنسولين. لذلك، يصبح من الضروري الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن نطاق محدد لتفادي الإصابة بمشاكل أكثر خطورة.

أظهرت الأبحاث أن المشي بعد تناول الطعام لمدة تتراوح بين دقيقتين إلى خمس دقائق يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في مستويات السكر في الدم. لذا، يمكن اعتبار المشي من أسهل وأكثر الطرق فعالية وأقل تكلفة لعلاج مرض السكري.

كيف يؤثر المشي على مرض السكري؟

التحركات التي يقوم بها الجسم أثناء المشي تعمل على تحفيز انقباضات العضلات وزيادة تدفق الدم، مما يسهل نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا العضلية. وهنا يأتي دور الأنسولين، الذي يُعتبر ضروريًا لنقل الجلوكوز إلى العضلات. لكن مع اكتساب الوزن الزائد أو قلة النشاط البدني، تحتاج كميات أكبر من الأنسولين لنقل السكر، مما يؤدي إلى تقليل حساسية مستقبلات الأنسولين، وبالتالي يرتفع مستوى السكر في الدم.

لكن الخبر السار هو أن فوائد المشي تظهر بسرعة. دراسات أثبتت أن المشي السريع لمدة 30 دقيقة بعد الوجبات يمكن أن يقلل من مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ، بنسبة تصل إلى 50 مرة أكثر من عدم الحركة. ويستمر هذا التأثير لمدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة، اعتمادًا على مدة وشدة المشي.

توصي الخبراء بممارسة الرياضة بشكل منتظم، على الأقل كل يومين. وفقًا لدراسة في مجلة Diabetes Care، فإن الأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا معتدلًا بانتظام هم أقل عرضة بنسبة 30% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بغيرهم.

المشي كعلاج فعال لمرض السكري

يختلف تأثير المشي كعلاج لمرض السكري من شخص لآخر، ولكن وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، يُنصح بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين الهوائية المعتدلة أسبوعيًا. المشي هو أحد أبسط وأفضل الطرق لتحقيق ذلك. يمكن بدء المشي ببطء، مع المسافات القصيرة، ثم زيادة المسافة تدريجيًا حتى الوصول إلى الهدف المطلوب.
ليلى الحلقة 3

بينما توجد نصيحة شائعة بالمشي 10,000 خطوة يوميًا، أظهرت الأبحاث الحديثة أن المشي ما بين 7,000 إلى 8,000 خطوة يوميًا يكفي للحصول على الفوائد المرجوة في إدارة مرض السكري.