عاصفة الحوثيين: من السيطرة إلى المقاومة

سيطرة الحوثيين على صنعاء: لحظة تاريخية

في الواحد والعشرين من سبتمبر عام 2014، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء تحولًا جذرًا عندما تمكنت الميليشيات الحوثية من فرض سيطرتها عليها. عقب صراعات مريرة ضد الحكومة الشرعية في مختلف المناطق اليمنية، بما في ذلك جبهة الجوف التي تُعتبر المدخل الرئيسي للعاصمة، نجح الحوثيون في الاستيلاء على عدد من المرافق الحيوية، مثل مقر رئاسة الوزراء ووسائل الإعلام المحلية ووزارة الدفاع.

الثورة: تأويلات متناقضة

بينما يعتبر البعض أن ما حدث كان بمثابة "ثورة" ضد الظلم، يصفها آخرون بأنها اعتداء صارخ على السلطة الشرعية. وفي خضم هذه الأجواء المتوترة، قامت الميليشيات الحوثية بتصعيد عملياتها ضد أي دعوات لرفض الاحتفال بذكرى تحركاتهم.

تحدثت المصادر الحقوقية عن اختطاف الحوثيين لأكثر من 50 شخصًا من مختلف الفئات، بما في ذلك النساء، في صنعاء ومناطق أخرى. وقد جُمعت هذه المعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم التعرف على هويات الرافضين للاحتفال، بالإضافة إلى بلاغات من مخبرين عن أنشطة ميدانية وأحاديث في الأماكن العامة.

المجلس الانتقالي الجنوبي: قوة تاريخية

في الوقت نفسه، برز دور المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف فاعل في الصراع ضد الحوثيين والتنظيمات المسلحة الأخرى. فبعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، بدأ المجلس في إعادة تنظيم القوات المسلحة الجنوبية بهدف استعادة السيطرة على الجنوب وطرد الحوثيين.

وفقًا لمصادر مطلعة، فإن المجلس الانتقالي قد نجح بدعم من الإمارات العربية المتحدة في تطهير الجنوب من الحوثيين، وبدأت ألوية العمالقة في مطاردة عناصر التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل داعش والقاعدة.

الحكومة الشرعية: تحديات مستمرة

تأسف المصادر على أن الحكومة الشرعية لم تتمكن من اتباع نفس الخطوات التي اتخذها المجلس الانتقالي. إذ لم تبذل أي جهد فعلي لطرد الحوثيين من الشمال، مما زاد من تعقيد الأوضاع في البلاد.

ختامًا

تظل الأوضاع في اليمن معقدة، حيث تتداخل الأحداث السياسية والعسكرية، مما يخلق مشهدًا متنوعًا من التحديات والفرص. إن فهم تلك الديناميكيات هو أمر بالغ الأهمية لكل من يرغب في متابعة التطورات في هذه المنطقة المضطربة.
حجرة ورقة مقص مدبلج الحلقة 66