تُعتبر تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء مجتمع مزدهر ومستقر مثالًا يُحتذى به من قبل العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تنظر إليها بإعجاب وتقدير. إن الإمارات ليست فقط دولة تعيش في قلب منطقة الشرق الأوسط، بل هي أيضًا رمز للأمن والاستقرار، ولعل هذا هو ما يجعلها تحتل مكانة خاصة في الاستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة.
لطالما كانت العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة قوية، لكنها وصلت اليوم إلى مرحلة غير مسبوقة من التعاون. فمنذ تأسيس دولة الإمارات في عام 1971، شهدت هذه العلاقات تطورًا ملحوظًا، حيث تحولت إلى تحالف استراتيجي يهدف إلى حماية القيم والمصالح المشتركة، وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وتعتبر الشراكة الاقتصادية حجر الزاوية في هذه العلاقة الوطيدة.
تعكس العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة الرؤى المشتركة لقيادتي البلدين في تعزيز التعاون والتنسيق في مجالات متعددة. فكل من الإمارات وأمريكا يؤمنان بأهمية التسامح والمساواة بين الجنسين، ويعملان على تعزيز التعليم والأسواق الحرة، فضلًا عن دعم الفنون والثقافة. ويعيش ويعمل في الإمارات عشرات الآلاف من الأمريكيين، بينما يدرس الآلاف من الشباب الإماراتي في الجامعات الأمريكية، مما يعكس عمق التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين.
تقوم العلاقات بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات على الالتزام بمبادئ تعزيز السلام والأمن في الخليج العربي. وقد أثبتت الإمارات أنها شريك موثوق في مختلف العمليات العسكرية خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية، بما في ذلك النضال ضد تنظيم داعش. علاوة على ذلك، تُعتبر الإمارات أكبر دولة متبرعة بالمساعدات الخارجية بالنسبة إلى دخلها القومي، حيث تقدم الدعم للمجتمعات الأمريكية التي تعاني من الكوارث.
في عام 2022، قامت الإمارات بتوقيع شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة، والتي تهدف إلى إنتاج 100 غيغاواط من الطاقة بحلول عام 2035. هذه الشراكة تعكس التزام كلا البلدين بتعزيز الجهود المناخية والعمل على تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. ومن خلال هذه المبادرات، يهدف الجانبان إلى تطوير مشروعات الطاقة النظيفة وتعزيز مرونة سلاسل الإمداد.
بدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، زيارة رسمية للولايات المتحدة، حيث تتصدر أجندتها تعزيز التعاون الاقتصادي. تأتي هذه الزيارة بعد عام من مشاركته في قمة مجموعة العشرين في الهند، والتي شهدت تقديرًا كبيرًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن لدور الشيخ محمد في تعزيز العلاقات بين البلدين.
أرض الحب الجميل الحلقة 2
تُعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في العالم العربي، حيث تمثل 27% من تجارتها مع المنطقة. وقد تجاوز حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 40 مليار دولار أمريكي في عام 2023، مما يعكس زيادة ملحوظة بنسبة 20.1% مقارنة بالعام السابق. تعتبر الولايات المتحدة ثالث أكبر شريك تجاري للإمارات بعد الصين والهند، بحصة تصل إلى 5.6% من إجمالي التجارة غير النفطية.
إن الشراكة بين الإمارات وأمريكا ليست مجرد علاقة تجارية أو سياسية، بل هي تجسيد لرؤية مشتركة نحو مستقبل أفضل يتسم بالاستقرار والازدهار.