في عالم كرة القدم المتغير باستمرار، أثار ميشيل بلاتيني، الذي شغل منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سابقًا، جدلًا كبيرًا باقتراحه الجريء بتقليص عدد اللاعبين في كل فريق من 11 لاعبًا إلى 10 فقط. قد يبدو هذا الاقتراح غير تقليدي للوهلة الأولى، لكنه يحمل في طياته الكثير من الأفكار التي تستحق التأمل.
أوضح بلاتيني خلال مقابلة له مع إذاعة "راديو مونت كارلو" الفرنسية أن هذا التغيير قد يجعل المباريات أكثر جذبًا للمشاهدين. حيث قال إن تقليص عدد اللاعبين سوف يخلق مساحة أكبر على أرضية الملعب، مما يشجع على اللعب الهجومي ويزيد من الإثارة.
استرجع بلاتيني ذكرياته مع كرة القدم، مشيرًا إلى أن اللعبة كانت تُمارس بـ11 لاعبًا منذ عام 1900، ولكن الظروف كانت مختلفة تمامًا. حيث كانت المسافات التي يقطعها اللاعبون أقل، وكانت القوة والسرعة ليست بالمستويات التي نراها اليوم. هذا يعطي انطباعًا بأن اللعبة بحاجة إلى تعديل يتناسب مع تطور اللياقة البدنية والتكتيكات الحديثة.
عبر بلاتيني عن قلقه من أن الجمهور، خاصة من جيله، لم يعد يجد نفسه في أسلوب اللعب الحالي. حيث أشار إلى أن هناك زيادة ملحوظة في التمريرات إلى الأمام، بينما كانت مباريات الماضي تتميز بالهجمات السريعة والمباشرة. وأكد أنه ليس ضد أسلوب اللعب الحالي، لكنه يعتقد أن هناك حاجة للتجديد لجذب الجماهير مرة أخرى.
ولم ينس بلاتيني أن يذكر إنجازاته كلاعب، حيث قاد منتخب بلاده فرنسا للفوز بكأس أمم أوروبا عام 1984، وهو إنجاز تاريخي. كما حصل على جائزة "الكرة الذهبية" ثلاث مرات متتالية في 1983 و1984 و1985. كما لعب لعدة أندية مرموقة مثل يوفنتوس وسانت إتيان ونانس، مما يجعله شخصية بارزة في تاريخ كرة القدم.
إن اقتراح بلاتيني ليس مجرد فكرة عابرة، بل هو دعوة للتفكير في مستقبل كرة القدم. هل سنشهد تغييرًا جذريًا في اللعبة؟ أم أن التقليد سيظل هو السائد؟ تبقى الأسئلة قائمة، ولكن ما هو مؤكد أن الكرة لا تزال في ملعبنا.
حياة قلبي 6 الحلقة 42